٢١ كانون الأول ، ٢٠٢٤ ٠٤:٣٦ ب.ظ

تسمية ساحة بسكنتا بأسماء ادبائها
رجوع
١٠ أيلول ، ٢٠١٣

إحتفلت بسكنتا مساء الجمعة في 6 أيلول بإطلاق أسماء أدبائها مخايل نعيمه ورشيد أيوب وسليمان كتانه وعبد الله غانم على ساحة بلدتهم وذلك بدعوة من مجلس بلدية بسكنتا وبرعاية فخامة رئيس الجمهورية الذي مثّله وزير العدل شكيب قرطباوي، والذي القى الكلمة التالية:

 

ايها الحضور الكريم،

 

اقف بينكم اليوم وقد شرفني فخامة رئيس الجمهورية فكلفني ان امثله في احتفال بسكنتا بأبنائها، واحتفال لبنان بأدبائه،


           فللبنانَ معَ الفكرِ حكاياتٌ لا تنتهي. كأنَّ هذا الجبلَ الملهَمَ والملهِمَ بآنٍ معاً، ليس مزيجاً من صخرٍ وماءٍ وخُضْرَةٍ وغمام، بل هو أصلاً وقبلَ كلِّ شيء، من رَصْفِ حروفٍ، حتى لتضيقُ عن آفاقِها أبجديّاتُ الشعوب.

          هو بين الله والأرضِ كلام،

          وفي البدء كانت الكلمة،

          والكلمة عند الله،

 

          ولبسكنتا ايضا" مع الفكر حكاياتٌ لا تنتهي. ابنةُ صنينَ المشرِفِ على الأوديةِ والشِّعاب، وأمُّ القِمَمِ الأدبيةِ المُطِلَّةِ على تضاريسِ النفسِ البشريةِ ومسالكِ الثقافةِ المحليةِ والعالمية، والضيعةُ التي أعْطَتِ المدنيَّةَ بعضاً من أهمِّ تجلّياتِ القيَم في مختلِفِ الميادين.... ها هي اليوم تحتفل بالفكر وبالإنسان وبالقيم،تحتفل باطلاق اسماء من كبارنا، ميخائيل نعيمه ورشيد ايوب وعبدالله غانم وسليمان كتانه، على ساحة بلدتهم التي احبوها واحبتهم،

 

          بسكنتا التي ترفعُ الآنَ أسماءَ أدبائها على ساحتها تقول لنا بصوتٍ عالٍ: إن الأرضَ لا يرثُها سوى العظماءِ في الروح، الكبارِ في العطاءِ الإنسانيّ، أولئك الذين إذا امتلأت نفوسُهم بينابيعِ تراثِهم أفاضوها عذبةً رقراقةً، على كلِّ الناسِ في كلِّ بقعةٍ من الأرض.

 

       وبسكنتا تقول لنا اليوم: حافظوا على لبنان-الرسالة، حافظوا على لبنان-التنوعَ في الوحدةِ، حافظوا على لبنان-المثال في العيش معا"، ففي ذلك خلاص هذا الوطن،

 

       وبسكنتا تقول لنا اليوم: حافظوا على الادبِ والشعرِ والفنِ والعلمِ والتفوقِ التي تَمَيزَ بها اللبناني، فهي الدَربُ التي جعلت من الانسانِ في هذا الوطنِ، واينما حلَّ في بِقاعِ الارضِ، شخصا" متفوقا" ومثالا" في النجاح،

 

       وبسكنتا تقول لنا اليوم ايضا": هذا الوطنُ يتسعُ لنا جميعا" مهما كانت دياناتُنا ومَذاهِبُنا ومُعتقداتِنا، فليحافِظ كلٌ منا على الآخرِ، فيحافظَ بذلك على نفسه،

 

          اليومَ هو يومُ الوفاءِ للعطاء والعودةِ إلى الجذور. لأنَّ الأمَّةَ التي لا تستضيءُ بمناراتها تبقى في الظلمةِ ولا تعرف إلى المستقبل سبيلاً. وكبارُنا ليسوا رجالاً من الماضي عبروا، لكنهم فينا استمرارٌ دائمٌ بإبداعاتهم، وعلينا أن نكونَ لهم، على قدر ما كانوا لنا وما أشعلوه فينا من أنوار أضاءت لنا دروب الحياة.

 

           ههنا عند كل صخرة وتحت كل ظلٍّ، ذكرى كبيرٍ يجب أن تبقى خالدة فينا. ولا يكون هذا فقط بحفظ الأسماء على لافتات الشوارع والساحات، بل في تمثل النتاج الفكري والأدبيّ وعيشِه وحفظِه والاقتداءِ به وتطويرِه، إسهاماً في بناء الوطن ورفع مداميك  الحضارة العالمية. فالفكرُ هدفُه الإنسانُ أولاً وآخرا"، ولِفعلِهِ في النفوسِ أثرٌ أبقى من فِعْلِهِ على الحجر.

 

          من هنا رسالة فخامة الرئيس إليكم وإلى جميع المواطنين في يوم الوفاءِ هذا، أن تَشبَّثوا بقيمِنا اللبنانيةِ الأصيلةِ، قيمِ الحريةِ والفكرِ والمحبةِ والعيشِ الواحد، حتى نستطيعَ جميعُنا أن نُردِّدَ دائماً وبكل استحقاق:

ملءُ عينِ الزمن             سيفُنا والقَلم

عشتم، عاشت بسكنتا وعاش لبنان